هو ابن ابي قنصوه فياض، ابن ابي نوفل نادر، ابن ابي نادر خازن، ابن ابي صقر ابراهيم، ابن الشدياق سركيس الخازن. خلف والده بقنصلية فرنسا بموجب براءة من الملك لويس الرابع عشر بتاريخ 11 حزيران 1697.
كتابة حصن الى الملك لويس الرابع عشر:
كان حصن بكر اولاد ابي قنصوه، وكان ابو قنصوه قد خلف والده ابا نوفل في قنصلية بيروت الفرنساوية، فلما مات ابو قنصوه سنة 1691 كتب حصن الى الملك لويس الرابع عشر يلتمس ان ينعم عليه بشرف القنصلية التي تعاقب فيها ابوه وجده .
اجيب حصن الى معظم مطاليبه: فمنح لقب قنصل فرنساوي ببراءة مؤرخة في 11 حزيران 1697 ، ومنح ايضاً الحق ان ينشر علم فرنسا على باب قصره، وان يتمتع بجميع انعامات قناصل فرنسا، ويقيم نائب قنصل يفوض اليه بعض اختصاصاته.
وفي سنة 1693 ارسلت الدولة عساكرها بقيادة درسي باشا والي حلب لاحتلال المقاطعات السبع التي كانت بولاية الامير ملحم معن، فقدم الشيخ حصن ابن فياض على ارسلان باشا والي طرابلس والتمس منه ان يحول العساكر عن كسروان فحصل على قبول زايد عند الباشا واجاب طلبه، وليس هذا فقط بل فوض اليه امر بلاد جبيل ليستوفي منها المال ويسعى براحة البلاد.
مقتل الامير قرقماس معن غدراً ونجاة اخيه الامير احمد وبطولة حصن الخازن :
نحو سنة 1661 كانت الدولة العثمانية ما تزال غاضبة على الامراء بيت معن وترغب التخلص منهم. ولما عُزل علي باشا دفتر دار صيدا وتعين عوضاً عنه محمد باشا المعروف بالالباني تعهد هذا للصدر الاعظم بقسمٍ ان يرسل اليه اما رؤوس بيت معن اما رأسه اذا لم ينجح بارسال رؤوس بيت معن. الا ان المهمة لم تكن هينة قدر ما ظن الوالي الجديد، فالاميران الاخوان كانا على حذر وهما معتصمان بالجبال ومن حولهم شعب يفديهم بالارواح. تجاه هذا الوضع لجأ الالباني الى طريقة الغدر فبدأ على ما قال دارفيو بدأ يتودد اليهما، ويرسل اليهما الهدايا وانواع الاكرام ويطنب في مدحهما وراح يعرض عليهما المفاوضات لاصلاح حالهما مع الدولة. فالاميران لم يرفضا الدخول معه بالمفاوضات لكن بواسطة عملائهما متجنبين بكل الاحوال الالتقاء به.
بعد نحو ستة اشهر من هذا التودد الخداع قبل الاميران ان يوقعا الاتفاق لا مع الباشا ذاته بل مع مستشاره ولا في صيدا بل في قرية بالجوار تدعى مزبود. وفي الموعد المضروب توجه الاميران نحو المكان المعين يصحبهما خمسمائة من الزلم ابقياهم على مقربة من موضع الاجتماع. وكان باشا صيدا قد اختار حسن اغا الالباني وبرفقته عشرون ضابطاً لتنفيذ قصده الشرير وامرهم ان ينقضوا على الاميرين حالما يرون الاغا يشرع سيفه ليعدموهما الحياة باسرع من رفة العين.
بدأت المقابلة على احسن اسلوب من التودد. وبعد العصرونية والقهوة وبينما رجال الامراء يتناولون غذاءهم على مسافة من محل الاجتماع، نهض حسن اغا ليودع وينصرف واذا به يسحب السيف حسب الاتفاق، واذا بالامير قرقماز يهوي قتيلاً بالحال، واذا احد الضباط ينحو بضربة سيف قتالة على الامير احمد الا ان حصن الخازن ابن ابي قنصوه وحفيد ابي نوفل كان اسرع من المهاجم فتلقى الضربة بسنكته فانحرفت قليلا ً عن عنق الامير وعاجل الضارب بحربة في بطنه اردته بسرعة البرق ولم يصب الامير احمد الا بجرح صغير في عنقه. ثم ان حصناً امسك الامير بشماله وشرع سيفه عالياً بيمينه وشق طريقاً امامه واخرجه خارج المعركة وهكذا توصل ان ينجو به ويوصله سالماً الى ما بين رجاله. واما رجال الاغا فحملوا رأس قرقماس وهربوا به نحو صيدا حيث اقيمت الافراح وعيد الباشا لهذا الانتصار. ولم يرَ زلم الامير احمد اللحاق بهم خوفاً من كمين قد يكون منصوباً لهم في الطريق. وبقي الامير احمد حافظاً الجميل للشيخ حصن كل ايام حياته وكان يقول : "حياتي بعد الله من عند الشيخ حصن" .
توفي في 26 تشرين ألثاني سنة 1707 وقال صاحب تاريخ الاعيان عنه والدويهي: كان الشيخ حصن حصناً لمن كان يلوذ به وسيداً عظيماً، ادى الى بلادهِ خدمات شهيرة واستطاع بنفوذه ان يجنب كسروان احتلال الجيوش العثمانية سنة 1693 ، وفوق ذلك هذه المنطقة اصبحت بفضله ملجاءً اميناً للقيسيين.
موقعة الغلغول ونتائجها:
نعلم ان الامير احمد المعني بقي نحو سنتين معتصماً بالجبل اي كل مدة حكم الالباني في صيدا وعندما استدعي لاستلام زمام الحكم من جديد سنة 1664 ، ترك عزلته، وظهر على رأس اتباعه القيسيين وهم كثيرون واستعاد امجاده بانتصاره الباهر على اخصامه اليمنيين في موقعة برج الغلغول الواقع على ابواب بيروت في جوار المستشفى الفرنسي الحالي. ان زعماء الجبل وعلى الخصوص بيت الخازن قد اعتزوا بهذه الموقعة. وبدأ اليمنيون بعدها ينزحون جماعات عن لبنان (شبلي 26).
المصدر :كتاب ألأنساب للعائلة ألخازنية للأب فيليب ألخازن .
ألصفحات 156-161 , 218-219 , 220-221 .
كل ألحقوق محفوظة لهذآ ألموقع www.khazen.org |