The Martyrs Cheikh Philippe and Cheikh Farid El Khazen
Written by
 
الشهيد فيليب قعدان الخازن
 
هو ابن قعدان، ابن فضل، ابن البدوي، ابن فياض، ابن الحاج سليمان، ابن ابي نوفل نادر، ابن ابي نادر خازن، ابن ابي صقر ابراهيم، ابن الشدياق سركيس الخازن، ولد في عرامون 1865 وتنقل في المدارس الى ان استقر في دير الكريم في غوسطا فاعتنى به السعيد الذكر المطران يوحنا حبيب مؤسس جمعية المرسلين اللبنانيين باهتمام بالغ، وبعد ان تمكن من اللغة العربية لقنه مبادئ علم الفقه وخرج الى العمل مملواً نشاطاً. قاوم حكومة واصا باشا فسجن واستغاث بالسلطان فاطلق سراحه وارتفعت منزلته وتحدث الناس بجرأته. توطدت العلاقات بينه وبين قنصلاتو فرنسا ودامت حتى النهاية. في 12 ت1 1895 اسس مع اخيه فريد جريدة الارز وجعلت جريدة الحكومة الرسمية في عهد مظفر باشا وكان مبداها الصدق والحرية وكان من اهم اهدافها المدافعة عن حقوق لبنان فنالت شهرة في الوطن والمهجر. وتعرضت من جراء ذلك لنقمة المتصرفين. وعند الاقتضاء كانت في طليعة الجرائد للمدافعة عن حقوق البطريركية. وسنة 1896 سافر الى فرنسا للاطلاع على ما فيها وللتعرف الى اعاظم رجالها. وبعد عودته تعين ترجماناً شرفياً لقنصليتها في بيروت ورفض ان يكون ترجماناً عملياً .
وسنة 1900 رافق الوفد الماروني الى رومية وحظي بمقابلة الحبر الاعظم البابا لاون الثالث عشر ونال منه بركة خاصة له وللعائلة وانتقل بعدها الى باريس فقضى فيها ثلاثة اشهر وشاهد فيها المعرض العام وكان مدهشاً. سنة 1912 اقترن بالانسة سليمه بنت الياس شيبان الخازن من عجلتون ورزقهما الله غلاماً اسمياه كلوفيس لميل الوالد الى فرنسا.
واندلعت الحرب العالمية ألأولى سنة 1914 وادخلت فيها تركيا وبدأت مجزرة جمال باشا السفاح فلم يشفق على شبابه وضُحي في 6 حزيران 1916 شهيد اخلاصه لوطنه، وبعد الحرب ضُم رفاته الى رفات شقيقه فريد في مدفن واحد في ذوق مكايل.
ألشهيد فيليب قعدان ألخازن
البابا لاون الثالث عشر
البابا بيوس العاشر القديس
 
الشهيد فريد قعدان الخازن
 
هو ابن قعدان، ابن فضل، ابن البدوي، ابن فياض، ابن الحاج سليمان، ابن ابي نوفل نادر، ابن ابي نادر خازن، ابن ابي صقر ابراهيم، ابن الشدياق سركيس الخازن. ولد في عرامون كسروان 1869 ، تلقن العلوم في كلية الاباء اليسوعيين في بيروت. سافر الى رومية بمعية البطريرك الياس الحويك 1905 وحظي بمقابلة الحبر الاعظم البابا بيوس العاشر القديس عدة مرات ونال التفاته وانعم عليه بلقب حاجب سري من ذوي المهماز والسيف وانتقل غبطته الى الاستانة وبقي فريد معه وجاد السلطان عبد الحميد عليهم بمقابلة خاصة، واستلفت فريد انظار جلالته وعند الوداع اظهر له عطفاً خصوصياً واضعاً يده على كتفه، وعقب الزيارة دخل سليم باشا الملحمة على السلطان ليشكره على حسن استقباله للوفد فاستعلم السلطان منه عن فريد بنوع خاص، فنقل الباشا الخبر الى فريد واشار عليه ان يبقى في الاستانة فينال منصباً عالياً فاعتذر لظروف خاصة. وعندما قامت جمعية تركيا الفتاة وقلبت حكومة عبد الحميد واعلنت الدستور نهضت فئة من رجال لبنان وجعلت تضغط على المتصرف لادخال لبنان تحت لوائه فتصدت لها جريدة الارز وكتبت المقالات المسهبة مبينة اضرار هذا المذهب واخطاره فتحول الرأي العام عنه وكانت لها بذلك شهرة كبيرة. ونحو سنة 1910 اوقف جريدة الارز صاحباها وانصرفا الى تعريب المحررات السياسية. وسنة 1913 في 30 حزيران اقترن فريد بالانسة هند وحيدة رشيد كنعان بان الخازن . ولم يطل الزمان حتى اطبقت الحرب العالمية ألأولى وبدأت مجزرة جمال باشا السفاح فلم يشفق على شبابه وضُحي في 6 حزيران 1916 شهيد اخلاصه لوطنه، وبعد الحرب ضُم رفاته الى رفات شقيقه فيليب في مدفن واحد في ذوق مكايل.
 
لمحة تاريخية :
اندلعت الحرب العالمية ألأولى سنة 1914 وادخلت فيها تركيا وغادر البلاد ممثلو الدول المحامية لبنان وجميع الاوربيين وفرغت الساحة امام رجال تركيا وعلى رأسهم جمال باشا السفاح فلم يكفه تجويع البلاد وتمويت نصف سكانه على قارعة الطريق محروماً من لقمة تسد رمقه.
بل راح يتعقب رجالات العرب واعاظم ادبائهم ومفكريهم ويذيقهم الموت الذريع فوق اعواد المشانق ولا ذنب عليهم غير اخلاصهم لوطنهم. ومن البديهي ان ينقض بانتقامه على الاخوين فيليب وفريد الخازن لانهما كانا في الطليعة. فكان استشهادهما سوية في السادس من حزيران 1916 . وبعد الحرب اقيم لهما مدفن خاص في ذوق مكايل وجرى نقل رفاتهما اليه وقد كتب عليه:
"هنا يرقد على رجاء القيامة السعيدة الشقيقان فيليب وفريد قعدان الخازن شهيدا لبنان . عاش الاخوان حياتهما بحب اخوي مثالي ولم يفترق احدهما عن الاخر لا في الحياة ولا في الموت ولا في القبر".
وبعد هذه ألمجزرة وفي سنة 1918 ودع ألعثمانيون ألبلاد وداعا ما بعده لقاء , وعلى جبينهم وصمة ألعار وألخزي تاركين بلادا حكموها أربعماية وسنتين (1516-1918) وسجونا مليئة بألمعتقلين ألأبرياء ويعدون بالمئات ويؤسفنا أن نقرأ عن شعاراتهم يومذاك (حرية عدالة مساواة) وهم لا عدالة ولا حرية ولا مساواة .
 
وقد رثى ألشهداء ألذين أعدمهم جمال باشا السفاح أحد ألشعراء بقوله:
 

يا ظلام ألقبر خيم أننا نهوى ألظلام

ليس بعد ألموت الا  فجر مجد يتساما

لم أكن يوما أثيما  لم أخن يوما نظاما

انما حب بلادي  في فؤادي قد أقاما

حولوا ألأنصاف جورا وضيا ألحق ظلاما

ما رعوا فينا عهودا  خفروا فينا ألذماما

زعموا ألأعدام يفني ذلك ألعزم ألهماما

ويحهم بألحق لسنا نرهب ألموت ألزؤاما

تربة ألأوطان تروي  بدم فاح خزاما

وجذور ألعطف ينمو  نبتها عاما فعاما

حسبوا ألأخلاص جرما وألوفا أمر حراما

فرأوا سفك دمانا يبلغ ألخصم ألمراما

ان في ألعرب رجالا                 و لا يهابون ألحماما

يا بني قومي وداعا  احفظوا ذاك ألذماما

أفرشوا ألقبر وردا واسكبوا ألدمع سجاما

خبروا ألأجيال عنا فتية متنا كراما

الشهيد فريد قعدان الخازن
 
لا بد من ان يتبادر الى الذهن هذا السؤال: ترى ما هي الجريمة التي اوجبت انزال فاجعة الاعدام بالشقيقين فيليب وفريد الخازن ؟
 
اجل ان الشهيدين فيليب وفريد الخازن لم يقترفا ذنبا ضد الدولة التركية: فلا هما سعيا يوماً بتوسيع حدود لبنان عما كانت عليه، ولا بسلخ شيء من املاك الدولة واتباعه الى لبنان، ولا دخلا يوماً في احدى الجمعيات التي تألفت ضد الدولة اية كانت اهدافها وكلما هنالك انهما كانا حريصين جداً على الامتيازات التي اعطيت الى لبنان اثر حوادث 1860، وفي سبيل ذلك كانا يكتبان وكانا احياناً يلجآن الى الدول الاوربية الكافلة لهذا النظام لا سيما دولة فرنسا. وكان هذا يحز في قلب رجال تركيا الفتاة ويثير حقدهم وزاد في نقمتهم ترجمة المحررات السياسية الى العربية وفيها ما لا يروق لهم نشره. فلما اتتهم الفرصة بطشوا بهما انتقاماً لا غير.
 
ألحديث ألذي جرى بين ألشيخ كسروان وألأمير أمين أرسلان قبل حدوث ألفاجعة:
 
جرى حديث للشيخ كسروان مع الامير امين ارسلان قبل الفاجعة بنحو ثلاثة ايام ، وكان الامير مطلعاً على ما يجري في المحاكمات والمجلس العربي وكان صادقاً وعادلاً. وكانت الدلائل تشير الى اضمار الشر عليهما. فقال كسروان للامير : "اتعرف ايها الامير ما الذنب الذي يتهمونهما به" ؟
اجاب- "نعم قد اطلعت على ترجمة اوراقهما الموجودة في القنصلاتو، والمترجم قد لطف عباراتها وهي تدور على المسائل اللبنانية -
فقال كسروان "ايوجد غير ذلك ايها الامير مما اتُهم به غيرهما" ؟ -
فأجابه ألأمير: "لا" -
فقال كسروان: "وهل يعد من يحافظ على سقف بيته من السقوط مجرماً" ؟ -
فقال الامير: "يا اخي ان الدولة قد أُرغمت على الاعتراف بنظام لبنان ، وتعد كل من يسعى وراء تحقيقه مجرماً" .
عند هذا ايقن كسروان بوقوع الشر وبكى.
 
ألأثباتات لبراءة ألأخوين :
 
ومما يثبت براءتهما ان احد الاصحاب كان ذات يوم يتناول الطعام في نزل ببيروت، وحدث انه جلس على طاولة بقرب طاولة رئيس التحقيق ومدعي عام المجلس، وكانا يتكلمان همساً عن قضية فيليب وفريد فادار نحوهما كل انتباه ، ووعى ما تحدثا به فاذا رئيس التحقيق يقول: "طلبت احدهما فريد واخذت اباحثه مدة خمس ساعات متوالية املاً ان اوقعه فلم افلح" .
 
وبعد الانتهاء من استجوابهما طلبت هند احد اعضاء المجلس، وهو لبناني، وسألته:
"هل محاكمة فيليب وفريد انتهت" ؟
"وما هو ذنبهما، وما هو الحكم الصادر بحقهما" ، فاجابها: "نعم قد انتهى كلشي وبعرفي اقسم لكِ انهما بريئان . اما الحكم فهو راجع لارادة جمال باشا. فاذا امر بابعادهما يسيران للحال الى المنفى، واذا لا سمح الله" قال "لا! لا! لا تجزعي ان يد الله فوق يدنا". وقال ذلك بتأثر.
 
واخيراً كلمة فريد الرهيبة الى زوجته هند بعد انتهاء المحاكمة وتوقع الشر المنتظر: "واقسم لك بموقفنا الرهيب، وبحياتك، وبرحمة الموتى الذاهبين اليهم اننا ابرياء من كل ذلك ولا يوجد سوى ما تضمنه استجوابنا المفصل في العريضة التي رفعتها الى المتصرف.. استغفركِ مجددً طالباً اليك دوام الصلوات، جعل الله هذه المحنة اخر محنكِ"!
 
ألمصادر :
كتاب ألأنساب للعائلة ألخازنية للأب فيليب ألخازن , ألصفحات 170-176 (لا يشمل ألقصيدة) .
كل ألحقوق محفوظة لهذا ألموقع www.khazen.org