ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس رأس السنة لمناسبة "يوم السلام العالمي"، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي. وألقى الراعي عظة لفت فيها الى ان "إنَ التوق الى السلام هو في داخل كلِ إنسان، لأنه مخلوق على صورة الله ومن أجل السلام الذي هو في الأساس عطية من ألله ومن جوهره. ولكي يكون كل شخصٍ إبنا وابنة لله، ينبغي أن يلتزم بصنع السلام".

واوضح ان السلام الحقيقي المعطى من المسيح يولَد من لقاء الإنسان بالله، لقاء مفعما بالثقة، نختبر فيه فرح عطيةٍ سامية هي تقاسم حياة الله نفسها، حياة النعمة والسعادة والسلام الداخلي. فيكون السلام، في آن، عطية الله وعمل الإنسان"، مضيفاً "نستخلص من هذا التعليم أنَ كلَ شخص وكلَ جماعة، أكانت دينية أم مدنية، أم تربوية وثقافية، مدعوان للعمل من أجل السلام وإنماء الإنسان والمجتمع إنماء شموليا".

وتابع قائلاً "صانعو السلام هم الذين يحبون الحياة البشرية بشموليتها، ويدافعون عنها، ويعززونها. الطريق المؤدي إلى الخير العام والسلام هو احترام الحياة البشرية في كل مراحلها: الحبل والولادة والنمو حتى نهايتها الطبيعية، والدفاع عنها، وتعزيزها في كل أبعادها، الشخصية والجماعية".

واوضح: "صانعو السلام هم أيضا أولئك الذين يحترمون الحرية الدينية، وهم الذين يدافعون عن الحقوق والواجبات الاجتماعية. فمن أجل تحقيق السلام، يجب احترام حقوق العمال، والتزام هؤلاء بواجباتهم. تقتضي الكرامة البشرية والمنطق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي توفير فرص العمل للجميع، كخير أساسي للشخص والعائلة والمجتمع، مبني على المبادئ الأخلاقية والقيم الروحية. ما يقتضي وجود سياسات جريئة ومتجددة لصالح العمل والعمال".